اهتز فريق حرس الحدود هذا الموسم
بشكل مخيف، وفرط فى لقب الحصان الأسود فى الملاعب المصرية، وتقهقر فى جدول
الدورى للمركز الثامن بعدما كان ضيفاً دائماً بالمربع الذهبى.
اليوم السابع حاور مديره الفنى طارق العشرى، وحاصره بالأسئلة للكشف عن
أسرار هذا الانهيار المفاجئ، وتحدث بصراحة عن موقف أحمد عيد عبد الملك،
الذى يريد الرحيل للزمالك، وفجر العشرى قنبلة بقراره بالرحيل نهاية الموسم،
وكان الحوار التالى.
ما سر اهتزاز أداء حرس الحدود هذا الموسم؟
فريق الحدود كان ينقصه عامل التوفيق فقط، فهو كان يؤدى بشكل جيد، لكن الحظ
يتخلى عنه، ومع عودة الانتصارات بدأت شهية اللاعبين تزداد بتحقيق فوز تلو
الآخر، حتى وصلنا للمركز الثامن برصيد 32 نقطة، ونتمنى أن يستمر أداء
اللاعبين على نفس الوتيرة من أجل العودة إلى المكان الطبيعى للفريق بين
الأربعة الكبار.
ما أسباب ابتعاد لاعبى الحدود عن مستواهم؟
هناك العديد من الأسباب، يأتى فى مقدمتها حالة التشبع التى أصابت اللاعبين
بعد حصد لقب بطولتين قبل بداية الموسم بالحصول على لقب كأس مصر، واقتناص
لقب بطولة السوبر الأخيرة على حساب النادى الأهلى رائد الفرق المصرية، وهو
ما أدى إلى زيادة المسئولية الملقاة على عاتقهم للدخول إلى منعطف جديد
بالمنافسة على الدورى، فضلاً عن إغراءات الأندية الكبيرة لنجوم الفريق، وهو
ما جعلهم فى حالة تشتت ذهنى.
هل رحيل عبد السلام نجاح وهانى سعيد للمصرى أثر على الفريق؟
ليس بالمعنى المقصود من كلامك، فالفريق تعرض فى بداية الموسم إلى اعتزال
عبد الحميد بسيونى مهاجم الفريق ورحيل محمد جودة وعمرو الدالى، ورغبة أحمد
عاصم فى عدم التجديد بجانب الثنائى نجاح وسعيد، فكل هذه عوامل فى النهاية
ستؤدى إلى وجود هزه للفريق، وعموماً فعلى الرغم من أمنيتى بعدم التفريط فى
أى لاعب بالفريق، لكنى أعذر اللاعبين فى طموحهم بالبحث عن مكان آخر كرغبة
منهم لتأمين أنفسهم مادياً، خاصة أنه من المتعارف عليه أن هناك سقفاً
للعقود داخل الحدود، وحينما يتقابل لاعبو الفريق مع نظائرهم بالأهلى
والزمالك أثناء تواجدهم فى معسكرات المنتخب الوطنى ويسمعون عن الأرقام
الفلكية التى يحصلون عليها فيشعرون بالغيرة.
ماذا عن أحمد عيد عبد الملك الذى يتردد بقوة اقترابه من الزمالك؟
عبد الملك يرتبط بعقد ما زال سارياً مع الحدود حتى نهاية الموسم المقبل،
وأمر الاستغناء عنه لأى نادٍ محلى، سواء للزمالك أو غيره أعتقد أنه أمر
مرفوض من إدارة النادى لا تفرط فى لاعب متعاقد وتمنحه الحرية بعد انتهاء
العقد فى تحديد موقفه بالتجديد أو الرحيل.
ما رأيك فى عصبية عبد الملك خلال المباريات؟
حاولت مراراً وتكراراً أن أقوم بتغيير شخصيته داخل الملعب باعتبار أنه أحد
أبرز عناصر الفريق والمنتخب الوطنى، لكن محاولاتى باءت بالفشل، لأن عبد
الملك لديه حالة سيكولوجية تجعله يخرج تماماً عن حالته الطبيعية أثناء
المباريات، وهو لاعب من الذين يؤثر فيهم استفزازات الجماهير بشدة، وليست
لديه القدرة على التحكم فى أعصابه على الرغم من النصائح التى أقوم بإسدائها
له.
كيف ترى المنافسة على درع الدورى هذا الموسم؟
درع الدورى أصبح على مقربة كبيرة من البقاء فى دولاب بطولات الأهلى، خاصة
بعد الفوز الأخير على بتروجيت، وإن كان كل شىء وارداً ومن الممكن أن نجد
هناك مباراة فاصلة بين الأهلى والزمالك على غرار الموسم الماضى، حينما تم
الاحتكام للقاء حاسم بين الأهلى والإسماعيلى انتهى لمصلحة الأول، ولكنى أرى
أنه صعب المنال للرغبة الجامحة لحسام البدرى فى الفوز بأول لقب تحت
قيادته فى شخصية الرجل الأول داخل القلعة الحمراء.
ماذا عن حظوظ الحدود فى الكونفيدرالية؟
من المؤكد أن الظفر بالكونفيدرالية كأول فريق مصرى يحصد هذه البطولة حلم
يراود إدارة حرس الحدود، لكن يجب الاعتراف أن المنافسة على هذا البطولة
دائماً ما تكون صعبة للغاية ولا تقل بأى حال من الأحوال عن دورى الأبطال،
ولا يمكن الجزم بحظوظ الفريق بها، فالأهم هو بذل قصارى جهد مطلوب من أجل
السعى للفوز بها، وأن يكون هناك توفيقاً ملازماً للاعبين لتحقيق ذلك.
قدمت استقالتك فى الدور الأول وتردد دائماً أنك تفكر فى الرحيل أين
الحقيقة؟
حدث بالفعل وما زلت عند موقفى، حيث أننى أرغب فى خوض تجربة جديدة خارج
الحدود من أجل إثبات ذاتى، وإعطاء الفرصة لمدرب آخر تقديم شيئاً مع الفريق،
وعموماً لن نستبق الأحداث، فأنا أقوم بتجديد عقدى مع الفريق مع نهاية كل
موسم، وسأجل الكلام فى ذلك للتوقيت المناسب وكل شيئ فى الأول والآخر نصيب.
ماذا عن العروض التدريبية التى تلقيتها؟
فى الوقت الراهن لا توجد أى عروض رسمية من أى نادٍ آخر، فكل ما حدث هو أن
بعض وكلاء اللاعبين تحدث معى بطرح اسمى ضمن مجموعة مدربين مرشحين لتدريب
المنتخب السودانى، لكننى لم أتلقَ مفاوضات رسمية فى هذا الاتجاه، وكنت
تلقيت عرضاً قبل بداية الموسم من نادى الصفاقسى التونسى وبعض أندية الخليج،
إلا أننى فضلت آنذاك البقاء مع الحدود لمواصلة المسيرة مع الفريق
بالكونفيدرالية الإفريقية.
ما هو تعليقك على ظاهرة استعانة بعض الأندية بمدربين أجانب؟
أولاً لابد من التدقيق جيداً فى اختيار هذا المدرب، فهو إما أن يكون مفيداً
جداً للفريق وسبباً رئيسياً فى تطوير أداء لاعبيه مثل مانويل جوزيه، وإما
أن يعجز عن إضافة أى جديد ويعود من حيث أتى وهو ما يتطلب من مسئولى
الأندية التريث فى اختيار المدربين.
بمناسبة ذكر جوزيه هل علاقتك به ما زالت مستمرة؟
لا.. فمنذ رحيله عن مصر لم أتلق منه أى مكالمة هاتفية حتى أننى حاولت جاهدا
أن ألتقى به فى أنجولا أثناء أداء الحرس لمباراته أمام أول أغسطس ببطولة
الكونفيدرالية الماضية، ولكن تواجده مع المنتخب الأنجولى بمعسكر البرتغال
حال دون رؤيته.
أخيراً.. ما طموحاتك خلال الفترة المقبلة؟
لدى آمال كبيرة فى مواصلة مسيرة النجاح كمدرب والوصول إلى قيادة المنتخب
الوطنى، وبالنسبة للحياة الشخصية أتمنى دوام الصحة والقرب من الله سبحانه
وتعالى لى ولأسرتى والشعب المصرى بأكمله.