بعد ثلاثة أسابيع من تسجيله ركلة الترجيح الحاسمة ليقود فريقه ريال مدريد إلى التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم على حساب جاره أتلتيكو مدريد ، عاند الحظ المهاجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في نقطة تسديد ركلات الجزاء وقاده إلى ليلة جديدة للنسيان في تاريخ مشاركاته ببطولات كأس الأمم الأوروبية.

وأهدر رونالدو ركلة جزاء للمنتخب البرتغالي في الدقيقة 79 ليفشل في قيادة الفريق إلى الفوز على نظيره النمساوي حيث انتهت مباراة الفريقين بالتعادل السلبي مساء امس السبت في الجولة الثانية من مباريات المجموعة السادسة بالدور الأول لبطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2016) المقامة حاليا بفرنسا.

وقبل أيام قليلة ، وجد رونالدو نفسه في مواجهة عاصفة قوية من الغضب بسبب تصريحاته المسيئة للمنتخب الأيسلندي الذي التقى فريقه في الجولة الاولى من مباريات المجموعة علما بأنه لم يهز شباك أيسلندا في المباراة التي انتهت بالتعادل 1 / 1 .

وخلال مباراة الأمس ، لم يصل رونالدو أيضا حيث أهدر ركلة جزاء وفشل الفريق في الفوز للمباراة الثانية على التوالي وأصبح مهددا بالخروج المبكر من البطولة الحالية رغم فارق الخبرة الهائل الذي يتفوق به على باقي منافسيه في المجموعة.

وبدا رونالدو في مهمة لتوضيح النوايا الحسنة خلال مباراة النمسا بعدما أثارت تصريحاته ضد أيسلندا العديد من الانتقادات.

وبالفعل ، حاول رونالدو الظهور هادئا عندما اندفع أحد المشجعين إلى أرض الملعب واتجه نحوه فكان رونالدو حريصا على التحدث إليه ومطالبة مراقبي الأمن بإخراجه في هدوء بعد أن ربت على رأسه نظرا لحرص المشجع الغاضب على التقاط صورة "سيلفي" مع النجم الكبير.

وجاء ذلك عقب انتهاء المباراة وبعد دقائق من ركلة الجزاء التي سددها رونالدو وارتدت من القائم الأيسر للمرمى النمساوي كما ألغى الحكم هدفا سجله رونالدو برأسه قبل نهاية المباراة بسبب التسلل.

وشهدت المباراة أيضا عدة فرص ثمينة ضائعة من رونالدو وزملائه سواء لتسديدها خارج المرمى أو لتألق الحارس النمساوي روبرت ألمير.

كما تصدى القائم الأيسر لتسديدة من ناني والتي كانت واحدة من 23 تسديدة للفريق في اتجاه المرمى النمساوي.

وقال رونالدو : "إنها كرة القدم. كان هذا شيئا لا نريده. صنعنا العديد من الفرص ولكننا لم نترجمها لأهداف. أخفقت أنا أيضا بإهدار ركلة جزاء وفرص أخرى".

وهتفت الجماهير النمساوية لحارس مرماها المير في نهاية المباراة فيما لم تهتف الجماهير البرتغالية لرونالدو رغم تحيته للجماهير خلال خروجه من الملعب ليكون الرد ببعض صافرات الاستهجان ضد اللاعب.

ورغم إخفاقه مجددا وفشله في تحقيق الفوز مع المنتخب البرتغالي ، حقق رونالدو رقمين قياسيين في هذه المباراة ليكون لديه ما يحتفل به.

وعادل رونالدو مهاجم ريال مدريد الأسباني الرقم القياسي لعدد المباريات التي يخوضها أي لاعب في بطولات كأس الأمم الأوروبية حيث كانت المباراة السادسة عشر له وهو نفس رصيد اللاعبين السابقين إدوين فان دير سار حارس المرمى الهولندي السابق والفرنسي ليليان تورام.

كما انفرد رونالدو بالرقم القياسي لعدد المباريات التي يخوضها أي لاعب مع المنتخب البرتغالي حيث خاض المباراة رقم 128 مقابل 127 مباراة للنجم السابق لويس فيجو.

ومع ضياع فرصتين من رونالدو في المباراة ، بلغ عدد الركلات الحرة التي فشل اللاعب في استغلالها إلى 36 ركلة حرة متتالية كما أوقفت المباراة رصيده عند ركلة جزاء واحدة ناجحة من آخر خمس ركلات جزاء سددها مع ناديه ومنتخب بلاده.

ورفض فيرناندو سانتوس المدير الفني للمنتخب البرتغالي الحديث عن حالة رونالدو المزاجية في معسكر الفريق. واكتفى بقوله : "أتفهم السؤال ولكنني لن أتحدث بهذا الشأن".

وفي المقابل ، أكد ألمير أنه عاش "لحظات رائعة استمتع بها" في مواجهة رونالدو وباقي لاعبي المنتخب البرتغالي.

وأصبح المنتخب البرتغالي بحاجة ماسة للفوز على نظيره المجري يوم الأربعاء المقبل إذا أراد التأهل للدور الثاني (دور الستة عشر) للبطولة.

ويسعى رونالدو بالتأكيد إلى تجربة حظه مجددا في لقاء المجر من أجل تحقيق رقم قياسي آخر بأن يصبح أول لاعب في التاريخ يهز الشباك في أربع نسخ مختلفة بالبطولة الأوروبية.

لكنه يطمح أيضا إلى تجنب الخروج المبكر للمنتخب البرتغالي من البطولة.