Admin الحج صاحب المملكة
هوآيتكـ : مزآجكـ : دولتكـ : عمـركـ : 29 المشاركات : 7702
| | حدث في 23 رمضان : مولد أحمد بن طولون | |
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك ، أبصر النور "أحمد بن طولون" مؤسس الدولة الطولونية ، تعود جذور أحمد بن طولون إلى أصول تركية ، كان أحمد بن طولون جندياً تركياً ، أصل اسمه دولون ، أي بدر التمام ، وكان أبوه من مماليك "نوح بن أسد" والي "بخارى" ، فأعتقه لِمَا رأى فيه من قدرة وكفاءة ، ثم أرسله إلى الخليفة المأمون ، فأعجب به ، وألحقه ببلاط الخلافة ، وتدرَّج في المناصب العسكرية حتى صار رئيساً لحرس الخليفة . وفي مدينة "بغداد" عاصمة دولة الخلافة وُلِد أحمد بن طولون في (23 من رمضان 220هـ - 20 من سبتمبر 835م) ، وعُني به أبوه عناية فائقة ، فعلمه الفنون العسكرية ، وتلقى الفقه والحديث ، وتردد على حلقات العلماء ينهل منها ، ورُزق حسن الصوت في قراءة القرآن ، وكان من أدرس الناس له وأعلمهم به ، ثم رحل إلى طرسوس بعد أن تولى بعض أمورها بناء على رغبته ، ليكون على مقربة من علمائها الذين اشتهروا بالفقه والحديث والتفسير ، وبعد رجوعه صار موضع ثقة الخلفاء العباسيين لعلمه وشجاعته ، والتحق بخدمة الخليفة "المستعين بالله" في (248-252هـ = 862-866م) ، وصار موقع ثقته وتقديره ، كان من عادة الولاة الكبار ، الذين يعينهم الخليفة للأقاليم الخاضعة لهم أن يبقوا في عاصمة الخلافة ، لينعموا بالجاه والسلطان ، والقرب من مناطق السيادة والنفوذ ، وفي الوقت نفسه ينيبون عنهم في حكم تلك الولايات من يثقون فيهم من أتباعهم وأقاربهم ، ويجدون فيهم المهارة والكفاءة . وكانت مصر في تلك الفترة تحت ولاية القائد التركي "باكباك" زوج أم أحمد بن طولون ، فأناب عنه وفقاً لهذه العادة ابن زوجته "أحمد" في حكم مصر ، وأمدَّه بجيش كبير دخل مصر في (23 من رمضان 254هـ = 16 من سبتمبر 868م) . وما إن نزل مصر حتى واجهته مصاعب عديدة ومشكلات مستعصية ، وشغله أصحاب المصالح بإشعال ثورات تصرفه عما جاء من أجله ، لكن ابن طولون لم يكن كمَن سبقه من الولاة ، فسرعان ما اشتد نفوذه ، وأخمد الفتن التي اشتعلت بكل حزم ، وأجبر ولاة الأقاليم على الرضوخ له وتنفيذ أوامره ، وكانوا من قبل يستهينون بالولاة ، ولا يعبئون بقراراتهم ، استخفافاً بهم ، ويعملون على ما يحلو لهم . كان أحمد بن طولون رجل دولة من الطراز الأول ، فعُنيَ بشؤون دولته ، وما يتصل بها من مناحي الحياة ، ولم تشغله طموحاته في التوسع وزيادة رقعة دولته عن جوانب الإصلاح والعناية بما يحقق الحياة الكريمة لرعيته ، ولذا شملت إصلاحاته وإسهاماته شئون دولته المختلفة ، وكان أول ما عُني به إنشاء عاصمة جديدة لدولته شمالي "الفسطاط" سنة (256هـ = 870م) عُرِفت بـ"القطائع" ، وأنشأ في وسط المدينة مسجده المعروف باسمه إلى اليوم ، وهو من أكبر المساجد ، وتبلغ سعته 8487 متراً مربعاً ، ولا يزال شاهداً على ما بلغته الدولة الطولونية من رقي وازدهار في فنون العمارة . | |
|