يقول احدهم :
وسط غرقي في مشاغل الحياة رن هاتفي
مبشراً برساله جديدة فتحتها فإذا هي من
رقم غريب كتب فيها :بماذا تفكر الآن؟ افتح المصحف على صفحه 322 واقرأ الآيه 1
قادني حب الفضول ان اترك كل شي بين
يديي واتجه نحو مصحفي وبكل شغف اسارع بفتحه
- لمن اراد ان يعرف الرساله.
الآية : 1
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {اقْتَرَبَ لِلنّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مّعْرِضُونَ }.
يقول تعالـى ذكره: دنا حساب الناس علـى أعمالهم التـي عملوها فـي دنـياهم ونعمهم التـي أنعمها علـيهم فـيها فـي أبدانهم, أجسامهم, ومطاعمهم, ومشاربهم, وملابسهم وغير ذلك من نعمه عندهم, ومسئلته إياهم ماذا عملوا فـيها وهل أطاعوه فـيها, فـانتهوا إلـى أمره ونهيه فـي جميعها, أم عصوه فخالفوا أمره فـيها؟ وَهُمْ فـي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ يقول: وهم فـي الدنـيا عما الله فـاعل بهم من ذلك يوم القـيامة, وعن دنوّ مـحاسبته إياهم منهم, واقترابه لهم فـي سهو وغفلة, وقد أعرضوا عن ذلك, فتركوا الفكر فـيه والاستعداد له والتأهب, جهلاً منهم بـما هم لاقوه عند ذلك من عظيـم البلاء وشديد الأهوال.
وبنـحو الذي قلنا فـي تأويـل قوله وَهُمْ فِـي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ قال أهل التأويـل, وجاء الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ذكر من قال ذلك:
18467ـ حدثنا مـحمد بن الـمثنى, قال: حدثنا أبو الولـيد, قال: ثنـي أبو معاوية, قال: أخبرنا الأعمش, عن أبـي صالـح, عن أبـي هريرة, عن النبـيّ صلى الله عليه وسلم وَهُمْ فِـي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ قال: «فـي الدنـيا»
الآية : 2
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {مَا يَأْتِيهِمْ مّن ذِكْرٍ مّن رّبّهِمْ مّحْدَثٍ إِلاّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ }.
يقول تعالـى ذكره: ما يحدث الله من تنزيـل شيء من هذا القرآن للناس ويذكرهم به ويعظهم, إلا استـمعوه وهم يـلعبون لاهية قلوبهم.
وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:
18468ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة قوله: ما يَأْتِـيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبّهِمْ مُـحْدَثٍ... الاَية, يقول: ما ينزل علـيهم من شيء من القرآن إلا استـمعوه وهم يـلعبون.
من تفسير الطبري